مدينة شفاعمرو

פורסם בתאריך :12/3/2019
شفاعمرو – تاريخ عريق
تعتبر مدينة شفاعمرو ، المدينة العربية الأولى في البلاد  بعد  أن تم منحها صفت مدينة في بداية عام 1910، تقع شفاعمرو في شمال البلاد في مداخل الجليل الغربي.
 علوها عن سطح البحر حوالي 100 م وبعدها عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط 8 كم بخط مستقيم. وما يميزها هو موقعها فهي تبعد نفس البعد، 20 كم، عن المدن الكبيرة الثلاث حيفا، عكا والناصرة مما ساهم في زيادة فرص العمل لسكانها في تلك المدن.
 كذلك أصبحت شفاعمرو منذ 1948 مركزًا لما يعرف بعرب ال48 بفضل مكانها ومركزها. تقع المدينة على 7 تلال فلذلك تلقب "روما الصغرى".
 ارتفاعها وموقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء السهول بجبال الجليل جعلتها أكثر من مرة مركزًا لولاة المنطقة وخاصة ظاهر العمر الذي شيد فيها قلعته الشهيرة والأبراج. لمن يقف على أعلى منطقة فيها يبدو منظر رائع جدا, إذ من الغرب يبدو منظر البحر الأبيض المتوسط وشاطئه الممتد بين حيفا وعكا، وأما من باقي الجهات فيمكن رؤية جبال الجليل والوديان المحيطة بالمدينة.

يختلف الناس حول سبب تسمية المدينة لدى العرب. الكثيرين ينسبون الاسم لقصة عمرو بن العاص الذي كان مريضًا عندما مر منها ولما شرب من نبعها (المسمى بعين عافية وما زال موجودًا حتى يومنا هذا على طريق قرية عبلين)، شفي من مرضه فصاح جنوده "شفي عمرو" ومن هنا جاءت التسمية. ويقول البعض إن أصل الاسم العربي جاء من اسمها اليهودي שְפַרְעָם "شْفَرْعَام" المذكور في التلمود والذي يمكن تفسيره بمعنى "بوق الشعب".

السكان:
يسكن فيها مواطنون من أبناء الطوائف الثلاثه: مسلمون، مسيحيون ودروز. يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد حيث سكنها العرب الكنعانيون ومن ثم اليهود الذين أقاموا فيها السنهدرين. وفي القرن الرابع سكنها المسيحيون البيزنطيون، وانضم اليهم المسلمون والدروز فيما بعد.
عدد السكان المسجلين 43,298 مواطن: %58. مسلمون, %27. مسيحيون و 14. % دروز.
عدد السكان الحاليين :41,290 مواطن.

الأسم والتسمية:
شفاعمرو هو أسم المدينة من العهد العثماني ويعتقد أنه من عهد ظاهر عمر. وقد كانت تكتب شفاعمر بدون واو إلى زمنٍ قريب مما يؤكد كما يظن الباحثون أن الاسم من وضعه. وقد دعاها جين دانفيل (Jean d'Anville)
الذي زار المنطقة عام 1770 باسمها الحالي شفاعمر Shefa-Amr
أمّا القصة الشعبية فتروي عن أن ظاهر عمر بعد أن أتخذها مركزاً إدارياً لحكمه ومقراً له 1740-1751 كان يعاني من البواصير فاغتسل بماء عينها فشفي. بعد انتهاء حكم ظاهر عمر ر أضيف حرف الواو "شفاعمرو" ونسب الشفاعمريون الأسم حسب القصة الشعبية للقائد العربي الكبير عمرو بن العاص وتقول القصة أن عمرو الذي مرّ بالمدينة في الفتوحات الإسلامية وقد كان مريضاً وشرب من مائها شُفي، فسميت المدينة باسمه تبركًا والعين بعين العافية. عين عافية تقع إلى الشمال من شفاعمرو في المنحدر الجنوبي الغربي لجبل الغول من أراضي قرية عبلين.
على ما يبدو أن شفاعمرو أسم عبري مُحّرف من كلمة שפרעם العبرية الواردة في التلموذ كلمة שפר بالعبرية معناها جميل יפה/נאה أما باللغة ألآرامية: שפרא >>יופי, جمال מלון אבן שושן < أوשופר עם ومعناها بوق الشعب.
"شفاعمرو قضاء حيفا، عام عاد بمعنى منزل. وهو أسم كنعاني. وقد ذكرها الرومان في خريطة الجليل الرومانية باسم (amer -shefar)وتعني ساحل، شاطيء.
أما الأرجح أن الأسم مركب من سيفار بمعنى شواطيء و سواحل، أو "شيفيله" بمعنى الأرض المنخفضة، أو "أسفيلة" بمعنى مصايف، و"عمرو" من جذر "عمر" العربي القديم، ومعناه الكثرة والوفرة والعمران، والغمر من القش.
أما العالم الجغرافي العربي ياقوت الحموي من القرن الثاني عشر، فقد ذكرها في كتابه معجم البلدان الجزء 3 ص 400 "شَفْرَعَمّ بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الراء ثم عين مهملة مفتوحة، وميم مشددة شَفْرَعمّ: قرية كبيرة، بينها وبين عكا بساحل الشام ثلاثة أميال، بها كان نزل صلاح الدين يوسف بن أيوب على عكا سنة 586 للهجرة، لمحاربة الفرنج الذين نزلوا على عكا وحاصروها".أما الرحالة الفارسي ناصر خسرو فقد ذكرها سنة 1047 في كتابه سفرنامه ص 18 باسمها العبري شفارعام.
كما وذكرها بهذا الاسم أيضا ستيفن في كتابه تاريخ الحروب الصليبية الجزء 3 ص 101 سنة 1191. كما وذكرت بهذا الاسم بالخارطة الفلسطينية التي طبعت سنة 1917 وهي نسخة طبق الأصل عن الخارطة الصليبية. والتي تحمل اسم  Palestien Exploration Fundوالتي تظهر مدينة شفاعمرو فيها بوضوح. كما وتظهر في الخريطة جنوبي البلدة بركة الصوفره (حي البركة) وهو المكان الذي كان الحجاج يستريحون فيه ويستقون، في ذهابهم وإيابهم من وإلى الناصرة.


معالم المدينة:
يوجد في مدينة شفاعمرو العديد من المعالم التاريخية من أبرزها:
قلعة ظاهرعمر:
أشهر معالم شفاعمرو وأعظم ما بقي من آل زيدان. عندما استولى ظاهر العمر الزيداني على عكا وحاول اعلان استقلاله عن الاتراك، كانت شفاعمرو من نصيب ابنه عثمان الذي بنى قلعته المعروفة والتي ما زال قسمها الأكبر باقيا لهذا اليوم. يعود تاريخ هذا البناء إلى سنة 1768 حيث بنيت على انقاض قلعه رومانية من العصور الوسطى سميت بـ Le Sffram
أراد عثمان ان يعلو بالقلعة قدر الإمكان ليتمكن من رؤية قلعة اخيه في صفد. وقد تمكن من بناء الطابق الأول والثاني ولم يكمل بناء الثالث على ما يبدو لقلة المال والوضع الأمني في ذاك الوقت وبعد أن أتم بناء القلعة بنى بجانبها جامع شفاعمرو في نفس السنة. 
وفي سنه 2000 عند ترميم الجامع وجدت البلاطة التي كتبت عليها تاريخ بناء الجامع سنه 1768.
 بقيت هذه البناية (القلعة) مهملة في العهد التركي واستعملتها الحكومة مقرًا لها حتى انهار الجدار الجنوبي منها عام 1911. في عام 1912 قام حسين حسني، الحاكم انذاك، بترميم المبنى وهدم ما لا يمكن إصلاحه.
نبعة عيـن عافيـة:
عين ماء تقع شرقي شفاعمرو، وفقا للقصص الشعبية هذه النبعة هي التي شرب منها القائد عمرو ابن العاص كما تقص الروايات وشفي بعد أن كان مريضًا ولهذا سمي المكان شفا – عمرو. 

السوق القديم:
كان سوق شفاعمرو القديم القلب النابض للبلدة ويمتد على مساحه كبيره من مركز البلدة، لمده كبيره من الزمن احتوى السوق على أغلبية حوانيت البلدة منها المطاعم، دكاكين الملابس، الخضار، البقالات وغيرها.
هذا ومع مرور الزمن انتقل السوق إلى الشارع المحاذي له الذي يمكن للسيارات العبور منه وإما اليوم فقد انتقلت الحوانيت إلى أنحاء مختلفة من البلدة وبالتحديد في الشوارع الرئيسية منها.
يعتبر السوق اليوم هو مكان مهجور والمحل الوحيد المستمر بالعمل به هو قهوه قديمة يجتمع بها بعض الأشخاص يوميًا لقضاء الوقت والتسلية ومحل داهوود الجمال ( الكندرجي).

المغر البيزنطية:
في السفح الشمالي لتلة البرج الصغيرة والتي تقع جنوبي البلدة، توجد 5 مُغر استعملت قبورًا في بداية القرن الرابع الميلادي، فالقبور المنحوتة بالصخر تقليد قديم استعمله اليهود والرومان. ونجد مثل هذه القبور المزخرفة مداخلها، في القدس وبيت شعاريم وروما. لكننا لا نجد زخارف ونحوتات داخل المدافن كما بالمدافن البيزنطية الموجودة في شفاعمرو..
أمام كل مغارة توجد باحة صغيرة ، ومنها تفضي بضع درجات إلى باب المغارة. وهو باب حجري ما زال يتحرك على محوره إلى اليوم. أما داخل المغارة فتوجد بضع غرف تصل أحيانا إلى خمس وفيها المدافن.
على سقف المغارة وجدرانها الداخلية توجد نحوتات بالصخر بأشكال مختلفة أعمدة وهياكل وقرص الشمس. أما على الجدران الخارجية للمغارة نجد صور الأسود والثيران والطيور والأسماك والكرمة وعناقيد العنب وجرار النبيذ وشجر الرمان وفوق المدخل نجد إشارة الصليب وحرفين يونانيين (لغة ذاك العصر) هما الألف والياء أي "أنا البداية والنهاية" كما جاء على لسان السيد المسيح عليه السلام بالإنجيل.
اللغتان الآرامية و السريانية كانتا لغتي التخاطب في زمن المسيح لكن اليونانية فكانت اللغة الرسمية للدولة. أما النحوتات البديعة إن دلّت على شيء فإنها تدل على أنها من المرجح ليهود متنصرين أثرياء. وبالذات من سبط يهوذا. إذ أن الأسد يرمز إلى هذا السبط، أما العنب والخمر والرمان فتستعمل في الطقوس الدينية اليهودية أيضا.
تسلم الأمبراطور قسطنطين مقاليد الحكم في روما في العقد الأول من القرن الرابع. وأعلن في سنة 324 أن المسيحية هي دين الدولة الرسمي. ومنح المسيحيين حرية العبادة وممارسة شعائرهم الدينية. ويُقال أن قسطنطين رأى نوراً يشبه الصليب في شكله أثناء إحدى معاركه يتقدم أمامه. فصاغ صليباً من ذهب ورفعه على رمحه ونذر أن يعتنق المسيحية دينا إذا تمّ له النصر كما حدث. ومن يومها أضحى الصليب شارة المسيحيين يتعرفون بموجبه بعضهم على بعض بعد أن كانت السمكة هي علامة التعارف.
من المعتقد أن القبور المنحوتة بالصخر والمنقوشة جدرانها وسقفها هي لعليّة القوم الأثرياء. أمّا القبور غير المنقوش مدخلها فهي للطبقة الوسطى من الشعب.
كما واكتُشفت آثارٌ بيزنطية واضحة في القاعة (البايكة) الغربية من قلعة شفاعمرو في حفريات الاستكشاف التي أجرتها دائرة الآثار سنة 2003 مما يشير إلى الاعتقاد أن القلعة مبنية على آثار قلعة بيزنطية وليس فقط على أسس صليبية.
وقد ترك لنا الرومان أيضا أشجار زيتون في الأراضي القريبة من البلدة تدعى بأشجار الزيتون الرومي وهي أشجار كبيرة. جذوعها ضخمة وهي أقدم من أشجار الزيتون العمري.

أما التلال المحيطة بشفاعمرو فكانت مغروسة بكروم العنب ومعاصر النبيذ المنتشرة على هذه الهضاب أكبر شاهد على ذلك. والتي مازال بعض منها ماثلٌ للعيان.

البرج:

بما أن مدينة شفاعمرو تميزت بموقعها المركزي وارتفاعها عن سطح البحر ب 100 متر، تم بناء أربعة أبراج على تلالها بهدف حمايتها من الهجمات ولكن مع مرور الوقت تبقى برجٌ واحدٌ من أربعة الأبراج الأثريّة. 
ولكن هذه الأبراج لم يحافظ عليها وهدمت كلها ما عدا البرج الموجود حتى اليوم في حي البرج الذي سمي على أسمه  في جنوب شفاعمرو، ولكن بحاجة إلى ترميم.



הדפס